عمان-بلال الذنيبات
في جلسةٍ تعلمية، تحت مُسمى "ندوة"، لدى أحد المعاهد، كان مُعد
هذا التقرير حاضرًا فيها، عبر تطبيق زووم،
تعرضت الجلسة-بالصدفة لدخول شخص قام ببث صور خارج سياق موضوع الجلسة لبعض الوقت، كان
من شأنها ضرب سمعة المعهد، لو لم يكُن معهدًا مرموقًا، وله سمعته الصلبة، حتى تمكن
مدير الجلسة من استيعاب صدمة الحادثة، ومن ثم عادت الجلسة إلى مسارها الطبيعي.
وفي المقابل قال أحد أولياء أمور
الطلبة، أنه يواجه صعوبة مع الكتب المدرسية الجديدة، والني تستخدم تقنية الباركود،
وتجبر الطالب التوجه للينك تعليمي عبر الباركود، الأمر الذي يمثل لدى بعض الفئات
في المجتمع تحديًا، سيما مع عدم قدرتها التكيف مع التقنيات التعليمية الجديدة،
والتي بدأت في الظهور بشكل كثيف عقب جائحة كورونا، والتي ضربت العالم مع نهاية
العام 2019م.
وخلال جائحة كورونا، نجحت بعض الشركات والمؤسسات التعليمية والصحفية، وتلك
التي تعتمد الإنترنت وأدواته في العمل والإنتاجية، أو تلك التي من الممكن أن تعتمد
عليه في أعمالها، مع إغلاق العديد من الحكومات للحياة التقليدية في
بلدانها-حينذاك، في التكيف، ما جعل العديد من الناس يعتقد في تحول بيئات العمل إلى
بيئات رقمية وهجينة-في أحسن الأحوال، ولكن بعض الشركات والمؤسسات عمدت للإستدارة
عن ممارسة التعليم عن بعد، ومن ضمنها التدريب المهني، رغم وجود تقنيات المحاكاة
والتي من شأنها المساعدة في التدريب، والمؤسسات الصحفية الكبيرة في العديد من
البلدان، والتي تتكلف أبنية ومكاتب لصحفييها، رغم كون العمل الصحفي لا يتطلب
التواجد الدائم أو الجزئي في مكاتب ومقار محددة غالبًا.
ومن تلك التقنيات التي وظفت في مجال العمل، سيما التعليم والتدريب، تقنيات
الاتصال المرئي عن بعد، والتي منها زووم ومايكرسوفت تايمز وجوجل ميت، التي شهدت
إقبالاً ملحوظًا إبان جائحة كورونا، ولكن الأمر لم يدم، فرغم استثمار مؤسسات
المجتمع المدني لتلك التقنية، وبعد انفضاض المُسبب لهذه "الهبة" في
استخدام تلك التطبيقات، والممثل بجائحة كورونا، تراجع الإقبال على استخدام تلك
التقنيات، وباتت المؤسسات تلجأ لنوع من العمل "الهجين"، والذي يدمج تلك
التقنيات بالعمل الوجاهي وفق ما قال السيد "Chat GPT".
"Chat GPT" بدوره، قال في
محادثة مع "الذنيبات نيوز"، أجراها معه معد هذا التقرير، أن زووم مثلا،
شهد استخدام 300 مليون مستخدم له خلال العام 2020، مقارنة بنحو 10 مليون فقط العام
2019م، هذا عالميًا، ولكن الأردن لم تتوافر بيانات رقمية خاصة بحجم الاستخدام
للتقنية، ولم يتراجع عدد مستخدمي التطبيق العام الفائت 2023م، أي بعد انتهاء
الجائحة، ورغم التحول للعمل الهجين، إذ لا زالت 86% من الشركات حول الشركات
تستخدمه، لاسيما في الاجتماعات ذات الطابع غير المحلي.
وقال "Chat GPT"، أن مؤسسات
تعليمية مثل غوغل، حرصت على إصدار برامج تدريبية بالتعاون مع الجامعات حول العالم،
لمنح الطلبة مهارات عمل متقدمة، حيث لجأ السيد "Chat GPT"، لمجموعة من المصادر، من مثل: Courssera
حول نمو منصات التعليم الإلكتروني خلال وبعد
الجائحة، Mckinsey والذي تناول استراتيجيات التعليم عن بعد.
بدوره، يعتقد "Chat GPT"، أن المملكة،
كانت مهيأة للعمل عن بعد والتدريب قبل الجائحة، سيما في قطاعات تكنولوجيا
المعلومات والبرمجيات، ولكنها زادت مع الجائحة، واتسعت مجالاتها، وظهرت منصات
تعليمية عديدة محليًا ودوليًا، وأضاف أن ذلك انعكس على توسيع نطاق الوصول للمؤسسات
لقاعدة جمهور أكبر، وقللت من تكاليف السفر والإقامة وإشغال العقارات، كما وزادت
المرونة الزمانية والمكانية في تقديم الدورات التدريبية وممارسة العمل بالتالي،
ولكنه أظهر الحاجة لتحسين التكنولوجيات المستخدمة في العمل عن بعد.
وفيما يتعلق بالمدربين والمتدربين، يعتقد
"Chat GPT"، أنهم كانوا
يواجهون تحديات وفرص مختلفة أثناء التعلم عن بعد، منها الحاجة لتطوير المهارات
التكنولوجية، واستخدام المزيد من أدوات التفاعل بين الجانبين، والحاجة للتكيف مع
بيئة العمل الرقمية الجديدة "نسبيًا"، إلى جانب ذلك، يسهم التدريب عن
بعد، في تعزيز الوصول السهل للمحتوى، وتنوع مصادره، ومرونة التعلم زمانيًا
ومكانيًا، ولكنهم بحاجة للتركيز وعدم التشتت.
وحول الأسباب التي جعلت من التدريب عن بعد متراجعًا، مقارنة بالوجاهي، قال
"Chat GPT"، أنها تتمثل بالإرهاق
والإجهاد الرقمي، وتفضيل التفاعل المباشر على ذاك الذي توفره البيئة الرقمية،
ومعاناة البعض من عدم قدرتهم على التعامل مع التكنولوجيا عدا عن توفيرها بكفاءة
فعالة، وضعف الحافز، وعدم تمكين المشاركين من التفاعل وبناء العلاقات الشخصية فيما
بينهم، والتباين في الجودة.
ولكن زيادة الطلب على المنتجات المعرفية، ومرونة التدريب والتعلم، وتوفير
التكاليف وتوسع السوق، وظهور توجهات جديدة، دفعت الشركات والمؤسسات لتضمين العمل
عن بعد، ضمن استراتيجياتها المستديمة، للمحافظة على ثمار هذه الهبة التي جنتها
خلال الجائحة.
ولكن "Chat GPT"، يرى أن الأهداف
الفردية واحتياجات المتدربين، هي المحددات اللازم النظر لها، عند المفاضلة بين
التعلم عن بعد والتعلم الوجاهي، فيما يتعلق بالتدريب المهني، والذي يعاني إلى جانب
التحديات السابقة، من نقص التفاعل الشخصي، وغياب التطبيق العملي، وصعوبة التقييم وتفاوت
مستويات المتدربين.
وفيما يتعلق بالأشخاص ذو الإعاقة، فإن حاجات المتدرب، ونوعية الإعاقة
والموارد المتاحة له، خصوصًا أن التدريب عن بعد، ربما يكون مُفيدًا أكثر لذوي
الإعاقة الحركية، مقارنة بالآخرين.
بدورها، قالت إيمان حداد، المدربة في أكاديمية السوسنة السوداء التقنية،
في حديثٍ للذنيبات نيوز، أن تمكُن المدرب هو العنصر الأهم، إلى جانب المادة
التدريبية، وليس طبيعة التدريب سواء أكان وجاهيًا أم غير وجاهي، وأضافت أن الأردن
كان يشهد تعلمًا عن بعد على مستوى قطاع التدريب، ولكن الكورونا وسعت من هذا بشكل
لافت، ورغم الفوائد العائدة على المؤسسات في التعلم عن بعد، إلا أن تمثل تلك المؤسسات
لأهداف وتطلعات المتدربين المستهدفين من قبلها.
أما المدرب المهني، عصام صوالحة، قال أن التدريب المهني، يتطلب أن يكون
وجاهيًا، لصعوبة توفير متطلبات التدريب عن بعد، على المدرب والمتدرب في آن، سيما
وأن هنالك معدات يجب استخدامها في التطبيق العملي، وهذا يتوافق مع عائق التجربة
العملية، والتي تحدث عنها "Chat GPT".
وأضاف صوالحة، والذي يدرب في العديد من مؤسسات المجتمع المدني، في محافظة
الزرقاء، أن الاشخاص ذو الإعاقة، يواجهون صعوبات معقدة في التدريب عن بعد، الأمر
الذي يُقلص بواسطة التدريب الوجاهي، ولكنه لم يخفي أن التدريب عن بعد قلل التكاليف
ووسع قاعدة المتدربين، بيد ان ذلك كان على حساب الجودة، الأمر الذي دفعه للعزوف عن
التدريب عن بعد.
وتعتقد بعض الدراسات، أن العمل عن بعد، يزيد من إنتاجية العامل، حيث أنه في
المنزل يُنتج بشكل أكثر من المكتب التقليدي، إلى جانب كونه يقلص الوقت والكلفة
المخصصين للنقل والتنقل، وأوصت دراسة
مغربية، في تعزيز الإرتقاء بالإدارة الإلكترونية، وتنمية الموارد المباشرية بما
يتسق ومتطلبات العمل عن بعد، ودفع الشّباب نحو العمل عن بعد بصورة أكثر كفاءة.
وكان أصدر الاردن العام الحالي، بالإستناد لقانون العمل لسنة 1996، نظام
العمل المرن، والذي نظم العمل عن بعد، ومنح المفاضلة لعدد من الفئات سيما طلبة
الدراسات الأكاديمية والمهنية بكافة مستوياتها، والمرضعات، وذوي الإعاقة، ومقدمي
الرعاية للمسنيين والأطفال، إلى جانب من تنسجم طبيعة عمله مع العمل المرن.
(الذنيبات نيوز)