أخر الاخبار

"الزواج بما يقيم آود الحياة..زيجاتٌ أُجلت وشيكات وقعت مع ارتفاع الذهب"


 

عمّان-

"الغد" تسلط الضوء على حالات الزيجات ما بعد غلاء الذهب

رصد الصُحفيين، ديمة محبوبة، ومحمد أبو الغنم، قصصًا لزيجاتٍ تمت مؤخرًا، في ظل تسجيل "الذهب"، في السوق المحلية، أرقامًا فلكية بلغت زُهاء 50 دينارًا للغرام الواحد، فيما يتعلق بالعيار 21 من الذهب، وهو الأكثر شعبيةً في البلاد.

وقال الصُحافيين، من صحيفة "الغد" المحلية، أن الحالة الأولى ترتبط بشابٍ وفتاة، توافقَا على توقيعِ شيك بنكي بقيمة المهر، على أمل تراجع أسعار الذهب، والذي ربما مع تصاعد وتيرة الإضطرابات الأمنية في المنطقة، منذ اكتوبر الماضي، لن يحدث على الأقل خلال العام الجاري.

ومع تعنت بعض "الأسر الاردنية"، في التمسك "بالذهب" خيارًا أوحدًا للمهر، إستنادًا للشريعة الإسلامية، والعُرف الذي وضع في سياقاتٍ قديمةً كانت متناسقة مع الوضع الاجتماعي-في حينها، ففي الحالة الثانية، أقدم الشاب على تأجيل زواجه حتى "آب" المُقبل، على أمل تراجع قيمة الذهب.

"غزة لم تمنعها الحرب عن الزواج..بينما عمان تؤجل الزيجات وتوقع الشيكات بسبب غلاء الذهب"

ولكن "غزة"، والتي تشهدُّ حربًا طاحنة منذ اكتوبر الماضي، سنة سُنةً جديدة، هي الزواج بالمتيسر من الإمكانات، فلا هنالك ترف للإنتظار، مع مستقبلٍ قاتم في القطاع، والأمر ينسحب على المنطقة، فأسعار الذهب وفق مُتخصصين، لن تتراجع خلال الأشهر القليلة المقبلة، ولا زالت "حرب غزة" وتداعياتها، إلى جانب مخاطر التضخم المتعلقة بقوة الدولار، تضغط على العالم، مع إطلالة انفجارات جديدة دوليًا وإقليميًا، وأصوات متشائمة محليًا تقول بأن الذهب ربما يخترق حاجز الستين.

واللافت وفق تقرير الصحُافيين، أن هنالك فئات من الشباب والفتيات، نجحوا في مغادرة تلك القوقعة، فتوجهوا نحو "الذهب المقلد"، هربًا من هذا الاستحقاق العُرفي، فيما ساهمت الاضطرابات في ارتفاع أسعار مستلزمات البيوت المتعلقة بالكهربائيات وبعض صنوف الأثاث الأساسية وفق العرف المُجتمعي الأردني.

"أبو خالد" وهو والد لثلاث فتيات، بقول أن الاولوية هي الصفات القيمية للشاب، فالمهر وفيمته ليس هو الأولوية.

"بما يقيم آود الحياة..والد فتيات ثلاث: القيم أولوية على الذهب"

"الذنيبات نيوز"، توجهت للخبير الأسري، خليل الزيود،  في السؤال عن نموذج غزة في الزواج، رغم التحديات الصعبة المرتبطة بالحرب، حيث قال أن الشعب الفلسطيني في غزة، مؤمن بضرورة إنجاب أجيال جديدة في خدمة المشروع الفلسطيني المقاوم، والخبرات المتراكمة للناس في القطاع، دفعتهم لممارسة الزواج تحت آزيز المدافع، وتعبيرًا عن الصمود والتحدي.

وأشار الزيود، أن المجتمعات يجب أن تتعلم من غزة، تحدي الظروف والتغلب عليها بالوعي، والمتمثل بممارسة الزواج، وبالحد الأدنى مما يقيم "آود الحياة"، وعدم الإرتهان للكماليات أمام بناء الأسر والإنجاب، والكماليات وفق الزيود يحددها كُل منا على وفق رؤيته.

وأضاف الزيود، أن الزواج الهدف منه الراحة، لا يهدف مواجهة العقد والمشاكل، ويجب التركيز على بناء العلاقات السليمة بيّن الأزواج، أكثر من مجرد إرضاء الكماليات والعرف السائد المتعلق بالزواج.

وفي حديثٍ "للذنيبات نيوز"، أشار الأستاذ المُشارك بجامعة مؤتة، قسم علم الاجتماع، الدكتور رامي الحباشنة، إلى قراءته الاجتماعية لإرتدادات غلاء الذهب، والتجربة الغزية في الزواج، على الزواج بالبلاد.

ومن منظور علم اجتماع الاقتصاد، يقول الحباشنة، أن الشّباب الأردني بات يُعاني من الصراع ما بين الحاجات والطموحات من جانب، ومتطلبات تلك الحاجات والطموحات المتنامية بصورة غير مسيطر عليها، ما ينعكس على الحالة الاجتماعية والنفسية، في ظل غياب استقرار النسق الاقتصادي.

وفيما يتعلق بنموذج الزواج في غزة، أشار الحباشنة، أن الألم الفلسطيني يمتاز بأنه جمعي ومُعلن، ما يُبرر السلوك مُجتمعيًا، خصوصًا أنهم قدوات للعالم من غيرهم الآن، والزواج يمثل بالنسبة لهم تحديًا للواقع والمعاناة.

وحول النموذج الأردني، يقول الحباشنة، أن الألم الاقتصادي مستتر وغير مُعلن، من باب الحياء، وأن الأردنيين يصرون على تحمل كلف شاقة في الزواج، كي لا يكشف للعلن عن رداءة وضعه المعاشي، وهذا يفسر أن الناس تنفق مبالغ طائلة في فترة الإشهار، لفرح مؤقت، بينما يعيش الزوجين بعدما وهما يكبدان العنت من جراء الديون والاستحقاقات المرهقة ماديًا عليهما، خصوصًا وأن الزواج هو ترضية للمجتمع بالدرجة الأولى.

وحوّلَ تأثيرات التجربة الغزية على المجتمع الأردني، قال الحباشنة، أن من يعيش التجربة يتغير بسرعة وبدرجة أكبر، في حين أن المشاهد كالأردنيين، فهو يتأثر ولكن بقدر محدود، بحيث لا يمكن أن يصل حد التغيير الجذري لثقافة الزواج ومصاحباته، ويذكر الحباشنة، أن الزواج ما بعد الكورونا عاد إلى حاله الأول، مع زوال الظروف التي خلقتها الجائحة.

(الذنيبات نيوز)



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-